على فراش الموت
اليوم جسدي الذي تحمل كل شيء من مرض ،وأعمال شاقة،وضربات كثيرة ملقى على
الفراش،وعيني التي كنت أنظر بها لأتأمل جمال الحياة لا أرى بها الآن سوى الموت،وكل
الأحبة والأصدقاء سأودعهم اليوم،مهلا! عن أي أحبة وأصدقاء أتحدث،فأنا الذي كنت دائما
أقسو على من حولي،نعم!
فإن شريط الذكريات تمر الآن أمام ناظري مسرعة،فأزداد ألما وحرقة في قلبي،آه! كم
أنا غبي. فمنذ نعومة أظفاري كنت أحلم بأن أكون ثريا،وأعمل بجد حتى أجمع أكبر قدر من المال ولم يهمني في يوم ما بأني عندما أكبر وأصبح شابا قويا وجذابا كيف سوف أكسب هذه الأموال،وفعلا لقد كبرت ودخلت في الطريق الملتوي (طريق المخدرات)،وأصبحت أطلب من المهربين أن يهربوا لي أكبر قدر منها مقابل المبالغ الضخمة التي أعرضها عليهم، وعندما أبيعها وأنا حينها كنت أدعي الصلاح والرشاد والثبات كنت أكسب الكثير والكثيرمن المال،إزددت ثراء حتى كان الناس يتعجبون من ذلك،وكنت كل يوم أستخدمها فيذهب عقلي بعيدا،حتى اكتشفت أمري والدتي وقامت بنصحي عدة مرات،وكانت تقول لي: يابني إن والدك متوفي،وليس لدي في هذه الحياة من بعد الله عز وجل سواك،أرجوك أترك هذه المخدرات فهي فساد كبير لا خير فيها.
ولكن! لم أبالي بنصيحتها ،وجاء في يوم ما عندما أغضبتني ووقتها كنت في حالة يرثى لها بسبب المخدرات ضربتها حتى سقطت مغشيا عليها،وبعدها بلحظات توقف نبض قلبها،ولكن لم أعلم بأني عندما ضربتها قد قتلتها،خرجت من المنزل وعدت فوجدتها قد كانت مفارقة للحياة،حملت جثتها ودفنتها بكل برود،ولم يتوقف الأمر عند كل ذلك الحد بل كان لي رفقاءالسوء يعينوني وأعينهم على الفساد كله،التقينا في شقة مفروشة للسهر ،والسمر،والرقص والغناء،وانتهت تلك الليلة وغادر الجميع وظللت أنا في تلك الشقة وقررت أن أبيت فيها،لأستيقظ على صوت الجرس يدق بسرعة،وإذا بي عندما فتحت الباب تفاجأت بالشرطة وتم إلقاء القبض علي،وطوال وجودي في السجن لم يسأل عني أي صديق منهم،وهم يعلمون جيدا بأني مسجون ولكن! هجروني ولم يتجرأ أحد لسؤال عني،شعرت بالوحدة أكثر وأنا محكوم علي بالسجن المؤبد،وهأنا ملقى في السجن كالقمامة،وتمر علي السنون لأصاب ببلاء آخر وأمرض بالسرطان،وعلى
فراشي وفي سجني ماذا استفدت عندما تركت طريق الهداية؟ وذهبت إلى طريق الضلال.
ماذا استفدت عندما قتلت ملاكي الوحيد وهي أمي؟
ماذا استفدت عندما أفسدت نفسي بالمخدرات وأفسدت من حولي؟
وماذا أفادتني رفقة هؤلاء الأنذال؟
وبماذا أفادتني الثروة وهي من مصدر حرام؟
ومالي غير أن أطلب من ربي بأن يسامحني.
ليس هنالك تعليقات :
إرسال تعليق